الله الله ..
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه..
هذه ثلاث احداث من السنة النبوية .. أحببت أن أذكرها لكم لأنني سمعتها اليوم .. كلنا يعرفها إلا أننا سبحان الله نحتاج إلى التذكرة ..
1-في القرآن الكريم في سورة العاديات (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا) .. النقع في اللغة العربية على عدة معاني .. ياتي بمعنى الغبار .. فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا أي غبار .. يعني الخيول عندما تعدو بسرعة .. تثير الغبار .. وربما خيل واحد يثير لك كذا كذا من الغبارات العجيبة سبحان الله .. وهي من حيلة أحد الصحابة .. سيدنا خالد بن الوليد .. في غزوة مؤته .. عندما أوشك جيش المسلمين أن ينهزم بعد مقتل واستشهاد عبد الله بن رواحة .. وغيرهم من الصحابة وجعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم .. فسيدنا خالد .. جمع بعض الخيول .. وأمر أصحاب الخيول .. أن يدوروا بخيولهم بسرعة .. وأمر المشاة أن يعدو باقدامهم الأرض .. حتى تُثار الغبار .. ففعلا قام الصحابة بخيولهم فصاروا يدورون بالخيل يدورون يدورون يدورون .. والخيل سبحان الله .. كانها تعرف ما خلقت إلا للقتال .. فهي تفرح .. فإذا وجدت فارسها يثيرها من أجل الجهاد .. فإنها تشتعل معه .. وتمشي معه .. وتتحرك معه .. فأثير الغبار .. حتى انتشر وغطى سماء مؤتة .. غبار شديد .. فاثر في نفوس من؟ في نفوس العدو .. اوه .. غبار .. أكيد أن هناك جيشا جرارا كبيراً أتى من المدينة لأجل أن ينتصر للمسلمين فهربوا .. فهربوا .. وكان عددهم مئة ألف من الروم .. او يزيدون .. مئة ألف .. امام بضعة آلاف من الصحابة .. أصلا كان عدد الصحابة في غزوة مؤتة كم؟ .. ثلاثة آلاف .. والجماعة مئة الف .. يعني هؤلاء ثلاثة آلاف سووا هذي الغبرة .. وأخافت قلوب العدو .. فهربوا .. لكن المسألة ليست مسألة غبار .. المسألة مسألة أن الله .. جعل في الغبار آية من آيات النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. حتى يعلمنا درسا .. أن النصر من عند الله ..
ومن تكن برسول الله نصرته .. إن تلقه الأسد في آجامها تجم ..
2-في إحدى المعارك في زمن سيدنا عمر بن الخطاب .. وقف جيش المسلمين .. فقال لهم إني أراكم في سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم .. فقالوا ما هي؟ .. فقال أين أسوكتكم؟ أين السواك ؟ فكل واحد .. فتش في جيبه فلم يجد سواك .. فاثنين ثلاثة أربعة طلعوا أسوكتهم .. فقال لن نبتدئ المعركة ولن نجاهد ما دمنا مقصرين في سنة .. يا ابن الخطاب .. أنت الآن في معركة في جهاد .. أمامك الموت .. يا غالب يا مغلوب .. وتقول سواك؟ .. لكن .. التمسك بالسنة لأنها أسرار .. جعلها الله ربما تكون في خشبة .. ربما تكون في غبار .. ربما تكون في أي شيء من الأشياء سبحان الله .. فعلا .. فأمر الجيش .. بأن يقطعوا من شجر الأراك سواكاً .. فذهب الجيش يقطعون بسيوفهم .. يمسك شجرة ويقطع .. ثم يهيئون أسوكتهم .. فصار منهم واحد عنده سواك طويل واحد عنده كذا .. فصاروا يتسوكون .. هذا أمام أعين العدو .. أوووووه .. إنهم يسنون أسنانهم حتى يأكلونا .. هؤلاء أكلة لحوم البشر فهربوا! .. انتصروا بدون تعب .. نصرهم الله بماذا؟ .. بسواك! ..
نحن اليوم نريد يا جماعة الخير .. أن لا نهمل السواك .. كلنا يعلم أن صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك .. ولكن هل نستشعر هذا المعنى عندما نستخدمه ؟ هل نستشعر عندما نمسك بالسواك أن هذا السواك قد أمسكه من قبلي رسول الله والصحابة الكرام والتابعين الأخيار؟ .. لا نريد أن يكون هذا مجرد عادة .. الحمدلله نحسن الظن بالله أنه يقبلنا ويقبل تسوكنا .. لكن نريد أن نستشعر أننا كلما عملنا سنة ..
أننا تقربنا إلى محبة رسول الله ..
وتقربنا إلى الدخول في قلب رسول الله ..
وتقربنا إلى رضوان الله ..
وتقربنا إلى محبة الله ..
وإن شاء الله إلى الفردوس الأعلى ..
من الآن .. فلنجعل هذا شيء خاص بنا .. كل واحد منا عندما يستخدم السواك .. فليصلِ على الحبيب صلى الله عليه وسلم بالصيغة التي يريدها .. وليغمض عينيه لثانية .. ويقول يا رسول الله .. أستخدم الآن السواك كما كنت تستخدمه .. أستخدمه لأنني أحبك .. ولأنني أريد أن أكون معك يوم القيامة .. على الحوض .. على الصراط .. عند قرع باب الجنة .. نعم يا رسول الله .. أنا أحبك .. وسواكي هو بداية اتباعي لكل افعالك وأقوالك بإذن الله تعالى ..
مستعدين جميعا إن شاء الله؟؟ فلتكن هذه الكلمات جامعة لنا يوم القيامة إن شاء الله .. عسى أن نكون من أوائل المنظورين قولوا آمين ..
3- في آية (إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) .. ( الكنود هو الذي ياكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده ) .. يعني أصحابه وجماعته ياكل وحده بس .. ولذلك هذا من عادات غير المسلمين .. الأكل وحده .. يقولون لك بوفيه .. ما هذا البوفيه؟ كما في الفنادق هذه الأيام .. ينبغي على الضيف أن يقوم إلى البوفيه .. عيب .. هذه عادات ليست عادات المسلمين .. بوفيه طاولة .. وانت اختار ما تشاء .. ثم تاكل لوحدك .. لوحدك ؟ .. من الذي يأكل لوحده؟ هل رأيتم مجموعة من القطط تاكل مع بعض؟ كل قطة تسرق لحمة وتذهب بعيد .. لا توجد وليمة قطط ولا حيوانات ولا كذا .. كل واحد ياكل لوحده .. نحن لسنا حيوانات اكرمكم الله.... ليست من عادات المسلم .. وليست من عادات الكرماء .. لكن .. نحن نستورد الشيء المذموم .. ونضعه ونرى أن هذا هي الحضارة .. ليست حضارة هذا بخل .. هذا يعتبر يعني سبحان الله .. انت ما أكرمت ضيفك .. المفروض الذي يكرم ضيفه هو الذي يباشره .. يقدم له .. انت بس اجلس اشبع كل .. ماذا تريد .. للأسف .. يعني هذا منتشر بين الناس عادي مشي حالك سبحان الله .. لا إله إلا الله .. فلذلك هو الذي يأكل وحده .. اشتكى بعض الصحابة يا أخوان .. فقالوا يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع .. فقال(( لعلكم لا تجتمعون)) .. أي لعلكم كل واحد ياكل لوحده ما رح تشبع .. سبحان الله .. الذي يأكل لوحده .. لا يشبع .. حتى ولو أكل كثيرا .. بعد ساعة سيجوع .. سبحان الله .. لكن لما تاكل مع جماعة ولو كان قليلا يبارك الله في طعامك فتشبع .. ما الذي يشبعك ؟ الطعام أم رب الطعام ؟ رب الطعام! .. فممكن الله يشبعك من ثمرة ولا ما يمكن ؟ .. يشبعك بثمرة اذا توكلت عليه
سبحان الله هذه من السنة التي لها أعاجيب .. الاجتماع على الطعام كم يولد محبة وألفة وشوق .. كم له تأثير عميق في النفوس .. كيف لا ؟ ألم يوصنا بها الحبيب صلى الله عليه وسلم .. والحبيب صلى الله عليه وسلم لا يوصنا بشيء لا فائدة فيه حاشاه .. اللهم صلي وسلم بارك عليك يا سيدي يا رسول الله .. كم نحن مقصرون في معرفة السنة النبوية الله يعفو عنا جميعا ..
هذا ما أحببت أن أشارككم فيه وتحياتي لكم ..
24/11/2008, 16:21
مشكووور اخي عيسى عالموضوع الرائع 
ـــــــــــــــــــــــــــــــه.